كشفت دراسة بريطانية حديثة أن النساء المصابات بمرض ألزهايمر لديهن مستويات أقل من الدهون الصحية "أوميغا-3" في أجسادهن مقارنة بالأصحاء. اكتشف تفاصيل هذه النتائج الرائدة وما تعنيه للوقاية من المرض.
محتوى المقالة:
في تطور مهم لفهم الفروق بين الجنسين في الأمراض العصبية، أفادت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة "Alzheimer’s & Dementia" بأن النساء المصابات بمرض ألزهايمر يعانين من انخفاض ملحوظ في مستويات الدهون الصحية متعددة غير المشبعة، مقارنة بنظيراتهن السليمات. والأكثر إثارة للدهشة أن هذا الاختلاف لم يُلاحظ لدى الرجال المصابين بالمرض، مما يفتح بابًا جديدًا للبحث حول سبب إصابة النساء بألزهايمر بشكل أكثر شيوعًا.
تفاصيل الدراسة والنتائج الرئيسية
قام باحثون من المملكة المتحدة بتحليل عينات الدم من 841 مشاركًا، منهم:
306 شخصًا مصابًا بمرض ألزهايمر.
165 شخصًا يعانون من ضعف إدراكي معتدل.
370 شخصًا سليمًا كمجموعة ضابطة.
باستخدام تقنية متطورة تسمى "قياس الدهون" (Lipidomics)، حلل الفريق مستويات 268 نوعًا من الدهون. وكانت أبرز النتائج:
فجوة واضحة بين الجنسين: عانت النساء المصابات بألزهايمر من انخفاض كبير في مستويات الدهون الصحية عالية عدم التشبع، وخاصة تلك التي تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية مثل (DHA) و(EPA)، بينما ارتفعت لديهن مستويات الدهون غير الصحية.
لا فرق لدى الرجال: لم يلاحظ الباحثون نفس النمط من اختلال توازن الدهون عند مقارنة الرجال المصابين بالمرض بالرجال الأصحاء.
تراجع إدراكي مرتبط: ارتبطت زيادة مستويات الدهون غير الصحية بانخفاض درجات الاختبارات الإدراكية لدى النساء المصابات بألزهايمر فقط.
لماذا تعتبر هذه النتائج مهمة؟
يعلق على هذا الاكتشاف الدكتور تيموثي سيسيلسكي، الباحث في علوم الصحة السكانية: "توفر هذه الدراسة دليلاً إضافياً على أن فسيولوجيا الدهون تساهم في تطور مرض ألزهايمر، وأن تأثيرها قد يختلف بين الذكور والإناث". ويشير إلى أن النساء قد يكن أكثر عرضة لنضوب مخزون أوميغا-3 بسبب المتطلبات البيولوجية مثل الحمل، مما يجعلهن أكثر vulnerabilité للإصابة بالمرض.
من جهتها، أوضحت الدكتورة أليسون ريس، الأستاذة المشاركة في الطب وعضو مجلس إدارة مؤسسة ألزهايمر الأمريكية، أن "التمثيل الغذائي للدهون يختلف بين الرجال والWomen ويتأثر بالهرمونات الجنسية"، مما يدعم ضرورة عدم استخدام نهج "مقاس واحد يناسب الجميع" في أبحاث المرض.
الخطوة التالية: هل يمكن للغذاء أن يقي من ألزهايمر؟
رغم أن النتائج تشير إلى أن زيادة تناول أوميغا-3 يمكن أن تقدم فوائد وقائية للنساء، يؤكد الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والتجارب السريرية لإثبات ما إذا كانت التغييرات الغذائية وحدها يمكن أن تؤثر على مسار المرض.
في الوقت الحالي، تنصح الدكتورة ريس باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل الأطعمة الغنية بأوميغا-3، مثل:
السلمون والأسماك الدهنية الأخرى.
بذور الكتان.
فول الصويا (الإدامامي).
وختمت بالقول: "إن النظام الغذائي الذي نأكل فيه 'قوس قزح' من العديد من الفواكه والخضروات سيكون له فوائد لا يمكن تحقيقها بالتركيز على محاولة إدخال نوع محدد من المركبات الكيميائية إلى نظامك".
0 Comments